top of page
الصحافــــة في العالم الرقمي

الصحافــــة في العالم الرقمي

فريق محتوايز

:الكاتب

الثلاثاء، 12 نوفمبر 2019

نشرت في


تواجه الصحافة التقليدية تحديّات كثيرة تهدد من استمراريتها وبعد رقمنة الصحف الورقية من خلال استثمارات بمبالغ ضخمة في بناء وتطوير المواقع الالكترونية لمواكبة سباق التقنية، وبذلك اقتحمت الصحافة السباق الإعلامي إذ أصبح البودكاست منافسًا له مكانته في سوق الإعلانات الرقمية.


وجه الصحافة الجديد

وجدت الصحافة فرصتها في البث الصوتي للوصول إلى عدد جماهيري أكبر، وتعد المدونة الصوتية سهلة الإنتاج وغير مكلفة نسبيًا فإنّ تحوّل المحتوى المقروء إلى محتوى مسموع أحدث نقلة في كسب جماهيرية أكبر للصحف حيث قامت العديد من الصحف الأجنبية مثل صحيفة “ستاندارد” البلجيكية بإطلاق منصة خاصة وصفتها ”بالصحافة الصوتية”، حيث بدأت بفريق صحافي مختص في الشؤون التقنية، إذ ركزت مبدئياً على إنتاج “البودكاست” التقني، والذي تناول عبره صحافيوها مع خبراء في مجال التقنية آخر المستجدات التكنولوجية، وفي الشهر الذي يليه أطلقت قسماً لإنتاج “البودكاست” السياسي، يتم عبره تناول آخر الأخبار والتحليلات السياسية بالإضافة إلى تحويل مقالات الرأي إلى ملفات صوتية.


وتؤكد (جوليا تيرنر) رئيسة تحرير مجلة سلايت الإلكترونية أنه في ظل رهان الكثير من وسائل الإعلام على المقاطع المصورة “الفيديو” لرفع مدخولها، قررت مجلة سلايت رفع الإنفاق التحريري على المقاطع السمعية “البودكاست” بجانب المقالات وذلك لما لهما من مردود اقتصادي ممتاز. وقالت تيرنر أيضًا في حوار مع موقع (Nieman Lab) التابع لجامعة هارفرد: “حصدت مجلة “سلايت” مئة مليون عدد تحميل مواد “البودكاست” العام الماضي، وزاد عدد مرات تحميل “البودكاست” خلال سنة 2016 بنسبة 42 في المئة”.

 

وتعتبر “الجارديان” (الصحيفة البريطانية المعروفة) رائدة في استخدام البودكاست، فهي تعمل على اختيار المقالات الطويلة المكتوبة والمنشورة على الصحف الورقية أو الالكترونية وتحويلها من مقالات مقروءة إلى مسجلة صوتيا متاحة للمستمعين في أي وقت.

ولحقت صحيفة (نيويورك تايمز) تيّار الصحافة الصوتية حيث أنتجت بودكاست تحت مسمى (The Daily) يقوم بطرح أهم الأخبار لمدة 20 دقيقة يوميًا لخمسة أيام متتالية أسبوعيًا.


البودكاست: مورد مادي للمؤسسات الإعلامية


بعد أن كان البودكاست يشكل نسبة صفر في المئة من دخل مجلة “سلايت” الإلكترونية في سنة 2014 أصبحت مساهمة البودكاست في محفظة الإيرادات الخاصة بالمجلة تشكل نسبة 25 % خلال 2017، بحسب ما ذكرته (جوليا تيرنر) رئيسة تحرير المجلة أن هناك توقعات قوية باستمرار نمو حصة “البودكاست” من إجمالي الإيرادات خلال الأعوام المقبلة.

 

هذا الوجه الجديد من صناعة المحتوى أعاد الحياة لوسائل الإعلام وألزمها باتباع خطط تسويقية مختلفة، يعتبر البودكاست أحد الحلول الفعّالة والقادرة على حل مشاكل العوائد الماديّة للصحافة المقروءة والمسموعة والمرئية.

 

أصبح البودكاست وسيلة لزيادة المداخيل إذا أن سوق إعلانات البودكاست في الولايات المتحدة الأمريكية بلغ 200 مليون دولار سنة 2017 وزاد ارتفاعه في السنوات المقبلة إلى أكثر من 500 مليون دولار. ويمكن الإستفادة من مداخيل البودكاست من خلال عدة أساليب أهمها عرض الإعلانات ضمن المحتوى سواء عبر فواصل إعلانية صوتية أو ذكر بعض المنتجات من ضمن نص المحتوى المقدّم، وقد أثبتت هذه الطريقة نجاحها في عدة تجارب عالمية على غرار تجربة Modern Love التي كسبت أرباحًا عالية على نيويورك تايمز من الاشتراكات والإعلانات. كما أن هناك بعض المنصات التي تدفع لصناع المحتوى الصوتي مقابل النشر فيها مثل منصة Allmuze.

 

توقع ديف فان دايك رئيس مؤسسة جسر التصنيفات (Bridge Ratings)، أن يتجاوز حجم سوق الإعلانات في “البودكاست” 500 مليون دولار مع حلول العام 2020، وذلك بعد أن حققت إعلانات “البودكاست”، أكثر من 243 مليون دولار العام الماضي، بينما يُتوقع أن تقتنص صناعة “البودكاست”، 316 مليون دولار من سوق الإعلانات خلال العام الحالي.




 

وأوضحت منصة “ميديوم” (Medium) والتي تسلط الضوء على الابتكارات والآراء المستجدة، أن نسبة الأميركيين الذين يفضلون الاستماع إلى “البودكاست”، ارتفعت من 9 في المئة فقط عام 2009، إلى أكثر من 40 في المئة في الوقت الحالي.  يؤكد ستيفن غولدستاين الرئيس التنفيذي لشركة أمبليفي ميديا (Amplifi Media)، المختصة في تطوير استراتيجيات “البودكاست” في وسائل الإعلام والعمل مع المستثمرين في “البودكاست” لتطوير المحتوى، أن مستقبل الإعلان في قطاع “البودكاست” واعد ومربح لكثير من الشركات، وقال:

 

“العديد من المعلنين يبحثون عن منصات جديدة لترويج إعلاناتهم، والقراءة المباشرة التي توفرها “البودكاست” تشكل عامل جذب يغري المعلنين بشكل ملحوظ”  

 

وأشار إلى أن تطوير محتوى “البودكاست” من قبل المؤسسات الإعلامية، أو أصحاب المنصات الخاصة، يمكن أن يحسم المنافسة في سوق الإعلانات لصالح “البودكاست”.

 

وفي السعودية التي شهدت سباقاً حديثاً من شباب مبدعين في جائزة الإعلام الجديد والتي نظمتها وزارة الثقافة والإعلام للمحتوى الهادف على وسائل التواصل الاجتماعي هذا العام، حصد (البودكاست) معظم الجوائز، إلا أن الصحف الالكترونية والنسخ التقليدية الرقمية لا تزال مواقعها خالية من المحتوى الصوتي، حيث مؤخرًا بدأت معظمها منذ حين في توظيف وسائط الفيديو في أخبارها وتقاريرها.


مدونات
مقترحة

How Journalism Has Changed in The Digital Era

Writer:

Mohtwize Team

Posted in

Nov 12, 2019
How Journalism Has Changed in The Digital Era

تواجه الصحافة التقليدية تحديّات كثيرة تهدد من استمراريتها وبعد رقمنة الصحف الورقية من خلال استثمارات بمبالغ ضخمة في بناء وتطوير المواقع الالكترونية لمواكبة سباق التقنية، وبذلك اقتحمت الصحافة السباق الإعلامي إذ أصبح البودكاست منافسًا له مكانته في سوق الإعلانات الرقمية.


وجه الصحافة الجديد

وجدت الصحافة فرصتها في البث الصوتي للوصول إلى عدد جماهيري أكبر، وتعد المدونة الصوتية سهلة الإنتاج وغير مكلفة نسبيًا فإنّ تحوّل المحتوى المقروء إلى محتوى مسموع أحدث نقلة في كسب جماهيرية أكبر للصحف حيث قامت العديد من الصحف الأجنبية مثل صحيفة “ستاندارد” البلجيكية بإطلاق منصة خاصة وصفتها ”بالصحافة الصوتية”، حيث بدأت بفريق صحافي مختص في الشؤون التقنية، إذ ركزت مبدئياً على إنتاج “البودكاست” التقني، والذي تناول عبره صحافيوها مع خبراء في مجال التقنية آخر المستجدات التكنولوجية، وفي الشهر الذي يليه أطلقت قسماً لإنتاج “البودكاست” السياسي، يتم عبره تناول آخر الأخبار والتحليلات السياسية بالإضافة إلى تحويل مقالات الرأي إلى ملفات صوتية.


وتؤكد (جوليا تيرنر) رئيسة تحرير مجلة سلايت الإلكترونية أنه في ظل رهان الكثير من وسائل الإعلام على المقاطع المصورة “الفيديو” لرفع مدخولها، قررت مجلة سلايت رفع الإنفاق التحريري على المقاطع السمعية “البودكاست” بجانب المقالات وذلك لما لهما من مردود اقتصادي ممتاز. وقالت تيرنر أيضًا في حوار مع موقع (Nieman Lab) التابع لجامعة هارفرد: “حصدت مجلة “سلايت” مئة مليون عدد تحميل مواد “البودكاست” العام الماضي، وزاد عدد مرات تحميل “البودكاست” خلال سنة 2016 بنسبة 42 في المئة”.

وتعتبر “الجارديان” (الصحيفة البريطانية المعروفة) رائدة في استخدام البودكاست، فهي تعمل على اختيار المقالات الطويلة المكتوبة والمنشورة على الصحف الورقية أو الالكترونية وتحويلها من مقالات مقروءة إلى مسجلة صوتيا متاحة للمستمعين في أي وقت.

ولحقت صحيفة (نيويورك تايمز) تيّار الصحافة الصوتية حيث أنتجت بودكاست تحت مسمى (The Daily) يقوم بطرح أهم الأخبار لمدة 20 دقيقة يوميًا لخمسة أيام متتالية أسبوعيًا.


البودكاست: مورد مادي للمؤسسات الإعلامية


بعد أن كان البودكاست يشكل نسبة صفر في المئة من دخل مجلة “سلايت” الإلكترونية في سنة 2014 أصبحت مساهمة البودكاست في محفظة الإيرادات الخاصة بالمجلة تشكل نسبة 25 % خلال 2017، بحسب ما ذكرته (جوليا تيرنر) رئيسة تحرير المجلة أن هناك توقعات قوية باستمرار نمو حصة “البودكاست” من إجمالي الإيرادات خلال الأعوام المقبلة.

هذا الوجه الجديد من صناعة المحتوى أعاد الحياة لوسائل الإعلام وألزمها باتباع خطط تسويقية مختلفة، يعتبر البودكاست أحد الحلول الفعّالة والقادرة على حل مشاكل العوائد الماديّة للصحافة المقروءة والمسموعة والمرئية.

أصبح البودكاست وسيلة لزيادة المداخيل إذا أن سوق إعلانات البودكاست في الولايات المتحدة الأمريكية بلغ 200 مليون دولار سنة 2017 وزاد ارتفاعه في السنوات المقبلة إلى أكثر من 500 مليون دولار. ويمكن الإستفادة من مداخيل البودكاست من خلال عدة أساليب أهمها عرض الإعلانات ضمن المحتوى سواء عبر فواصل إعلانية صوتية أو ذكر بعض المنتجات من ضمن نص المحتوى المقدّم، وقد أثبتت هذه الطريقة نجاحها في عدة تجارب عالمية على غرار تجربة Modern Love التي كسبت أرباحًا عالية على نيويورك تايمز من الاشتراكات والإعلانات. كما أن هناك بعض المنصات التي تدفع لصناع المحتوى الصوتي مقابل النشر فيها مثل منصة Allmuze.

توقع ديف فان دايك رئيس مؤسسة جسر التصنيفات (Bridge Ratings)، أن يتجاوز حجم سوق الإعلانات في “البودكاست” 500 مليون دولار مع حلول العام 2020، وذلك بعد أن حققت إعلانات “البودكاست”، أكثر من 243 مليون دولار العام الماضي، بينما يُتوقع أن تقتنص صناعة “البودكاست”، 316 مليون دولار من سوق الإعلانات خلال العام الحالي.




وأوضحت منصة “ميديوم” (Medium) والتي تسلط الضوء على الابتكارات والآراء المستجدة، أن نسبة الأميركيين الذين يفضلون الاستماع إلى “البودكاست”، ارتفعت من 9 في المئة فقط عام 2009، إلى أكثر من 40 في المئة في الوقت الحالي.  يؤكد ستيفن غولدستاين الرئيس التنفيذي لشركة أمبليفي ميديا (Amplifi Media)، المختصة في تطوير استراتيجيات “البودكاست” في وسائل الإعلام والعمل مع المستثمرين في “البودكاست” لتطوير المحتوى، أن مستقبل الإعلان في قطاع “البودكاست” واعد ومربح لكثير من الشركات، وقال:

“العديد من المعلنين يبحثون عن منصات جديدة لترويج إعلاناتهم، والقراءة المباشرة التي توفرها “البودكاست” تشكل عامل جذب يغري المعلنين بشكل ملحوظ”  

وأشار إلى أن تطوير محتوى “البودكاست” من قبل المؤسسات الإعلامية، أو أصحاب المنصات الخاصة، يمكن أن يحسم المنافسة في سوق الإعلانات لصالح “البودكاست”.

وفي السعودية التي شهدت سباقاً حديثاً من شباب مبدعين في جائزة الإعلام الجديد والتي نظمتها وزارة الثقافة والإعلام للمحتوى الهادف على وسائل التواصل الاجتماعي هذا العام، حصد (البودكاست) معظم الجوائز، إلا أن الصحف الالكترونية والنسخ التقليدية الرقمية لا تزال مواقعها خالية من المحتوى الصوتي، حيث مؤخرًا بدأت معظمها منذ حين في توظيف وسائط الفيديو في أخبارها وتقاريرها.


Suggested
Posts

bottom of page